الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يحرم عليك النظر والمخالطة للنساء الأجنبيات، وإذا خشيت أن تكون مصاباً بالسحر فيشرع أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية أو تسترقي بعض من جرب نفعه من الرقاة المعروفين بالاستقامة واتباع السنة وصلاح المعتقد، واحذر أن تتهم شخصاً بالسحر من دون استناد إلى بينة يوثق بها، فالاتهام بالسحر من دون بينة لا يجوز شرعاً.
وأما الزواج فقد حض الشرع عليه كما في حديث الصحيحين: .. من استطاع منكم الباءة فليتزوج... فابحث عمن يرتضى دينها وأخلاقها واستعن بالله في العثور عليها، ويمكن أن توصي أمك أو إحدى محارمك بالبحث عنها، وبالاستعانة بالصلاة والدعاء سيهديك الله إلى بغيتك.
ونحذرك من الزواج بهذه المرأة إلا إذا تأكدت من عدم ممارستها السحر فإن السحر كفر كما يدل له قوله تعالى: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ. {البقرة:102}.
وقال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته المسماة بسلم الوصول:
والسحر حق وله تأثير لكن * بما قدره القدير
واحكم على الساحر بالتكفير * وحده القتل بلا نكير.
ويجب التنبه إلى أن الحكم على شخص بعينه بالكفر وإقامة الحد عليه لا يسوغ لأفراد المجمتع بل هو من صميم مهام المحاكم والقضاء، فليس للأفراد إصدار هذا النوع من الأحكام ولا السعي في تنفيذها.
والله أعلم.