الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لإعراب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وجوها كثيرة، ومن أقرب ما يتبادر منها إلى الذهن: أنها جملة اسمية منفية بـ ـ لا ـ التي لنفي الجنس، ونفي الجنس أعم النفي، و (إله) اسمها، وخبرها: محذوف، وتقديره: حق، أو معبود بحق، لأن آلهة الباطل موجودة في هذا الكون بكثرة، و(إلا) أداة استثناء وحصر، والاسم الكريم لفظ الجلالة (الله) بدل من خبر (لا) المحذوف المقدر بـ حق.
والشيخ الحوالي يرجح أنه لا تقدير في الكلام بالكلية، ولم نطلع على هذا الوجه من الإعراب ـ فيما تيسر لنا الاطلاع عليه من أوجه إعرابها الكثيرة، والتي أوصلها ابن هشام إلى عشرة أوجه ـ ويمكنك الرجوع إليها في رسالته ـ إعراب لا إله إلا الله ـ فبعد أن ذكر هذه الأوجه بالتفصيل لخص كلامه بقوله: وقد تلخص في ـ لا إله إلا الله ـ عشرة أوجه: الرفع في ستة أوجه، غير أن البدل من الموضع: إما من موضع اسم لا قبل الدخول، وإما من لا مع اسمها، فيتقدر سبعة.
والنصب من وجهين إلا أن في وجه الصفة، إما أنه صفة للفظ اسم لا إجراء لحركة البناء مجرى حركة الإعراب، وإما أن يكون صفة لموضعه بعد دخول لا فيتقدر ثلاثة مع السبعة فتلك عشرة كاملة.
والله أعلم.