الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا: جريمة شنيعة من كبائر الذنوب التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم ذنب العبد ثمّ تاب توبة صادقة، فإن الله يقبل توبته، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له، مع الستر على النفس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطإ.
فالواجب عليك أن تشغل نفسك بتحقيق التوبة إلى الله ولا تلتفت إلى تلك الوساوس، واعلم أنّ التوبة النصوح تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
واعلم أنّ التمادي مع الوساوس عواقبه وخيمة، فعليك أن تجتهد في التخلّص من الوسوسة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، والإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها وراجع في هذا الخصوص الفتويين رقم: 3086، ورقم: 51601.
ولتعلم أن هبة السرير للرجل المذكور لا حرج عليك فيها ولا إثم ولا أثر لكون الرجل يسكن وحده أو أنه قد يرتكب عليه إثما.
والله أعلم.