الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقرآن كتاب نور وهداية إلى ما ينفع الناس في أمر دينهم ودنياهم، ولذا فهو يرشد إلى تعلم العلوم النافعة ويرسي قواعد الفكر السليم القائم على العلم والتحقيق والبصيرة ـ لا على التخمين والهوى ـ وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 106255، أن قوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}.
يشمل كل العلوم النافعة، ولا شك أن علم الحاسوب الآلي من أنفع العلوم الدنيوية في هذا العصر، فهو داخل في العلم المحمود الذي حث القرآن على تعلمه، وقد تضمن القرآن إشارات إلى حقائق علمية في علوم مختلفة ـ كالطب والفلك وغير ذلك ـ كما أثبتت ذلك بحوث الإعجاز العلمي في القرآن.
وتضمن القرآن لتلك الإشارات لا يعني أنه كتاب طب وفلك ونظريات علمية ونحو ذلك، وإنما وردت تلك الإشارات فيه ليستدل بها على توحيد الله في ربوبيته وألوهيته، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه عز وجل ومن ثم، فإنها تخدم المقصد الرئيسي للقرآن، ألا وهو هداية العالمين إلى صراط الله المستقيم.
فالقول بأن كل العلوم موجودة في القرآن بإطلاق، لا شك أنه مكابرة وغلو ممجوج، وقد يبالغ بعض الناس ويتكلف الربط بين القرآن وبين كل نظرية علمية حديثة، وهذا خطأ، كما بيناه في الفتوى رقم: 61536، ولكن يمكن القول بأن كل علوم الدين موجودة في القرآن على وجه الإجمال، بمعنى أن أصولها وكلياتها وأدلتها موجودة في القرآن على وجه الإجمال بمعنى أن أصولها وكلياتها وأدلتها موجودة في القرآن، فيمكن تصحيح العبارة بهذا الاعتبار.
والله أعلم.