الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الله تعالى بدعائه بأسمائه الحسنى فقال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الأعراف:180}.
قال البغوي في تفسيره: قال أهل المعاني: الإلحاد في أسماء الله: تسميته بما لم يسم به، ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجملته: أن أسماء الله تعالى على التوقيف، فإنه يسمى جواداً ولا يسمى سخياً، وإن كان في معنى الجواد، ويسمى رحيماً ولا يسمى رفيقاً، ويسمى عالماً ولا يسمى عاقلاً. اهـ.
فلا إشكال في دعائه تعالى باسم الجلالة ـ الله ـ وكذا باسمه المالك، فإنه من الأسماء الحسنى الثابتة في كتاب الله تعالى.
وأما اسم ـ العالي ـ فلم يثبت بلفظه، وإنما ثبت بلفظ: العليّ والأعلى.
وأما لفظ ـ درج ـ فلم يتضح لنا معناه، إلا أن يكون صواب العبارة: يا عالي الدرجات ـ وكأنه مأخوذ من قوله تعالى: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ {غافر: 15}.
ولكن هذا المأخذ غير صحيح، ولا يوافق معنى الآية.
قال البغوي: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ. رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنة. اهـ.
وقال ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقاته. اهـ.
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: قال ابن عباس: يعني رافع السموات. وحكى الماوردي عن بعض المفسرين قال: معناه عظيم الصفات. اهـ.
وقد سبق لنا بيان حكم الدعاء بما ليس من الأسماء الحسنى، في الفتوى رقم: 124345، كما سبق لنا التنبيه في الفتوى رقم: 111060، على أن كتب الأدعية ينبغي النظر فيها، فليس كل الكتب يوثق بمؤلفيها وما وضع فيها من أدعية، ولا بد أن تكون تلك الكتب صادرة عن موثوقين يعتنون بالسنة والرواية، ويهتمون بالعقيدة، ولا يضعون في تلك الكتب إلا ما وافق الكتاب والسنة.
والله أعلم.