الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يشرع للحاج أن يطوف للوداع عند خروجه من منى إلى عرفات، وطواف الوداع وقته قبل الخروج من مكة بعد الانتهاء من أعمال الحج، كما بيناه في الفتوى: 125976.
جاء في مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى: ليس على المعتمر وداع إذا أراد الخروج خارج الحرم في ضواحي مكة، وهكذا الحاج، لكن متى أراد السفر إلى أهله أو غير أهله شرع له الوداع، ولا يجب عليه لعدم الدليل، وقد خرج الصحابة ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ الذين حلوا من عمرتهم إلى منى وعرفات ولم يؤمروا بطواف الوداع.
أما الحاج: فيلزمه طواف الوداع عند مغادرته مكة مسافرا إلى أهله أو غير أهله، لقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض. متفق عليه.
وقوله: أمر الناس ـ يعني بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم، ولهذا جاء في الرواية الأخرى عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت. رواه مسلم. اهـ.
ومن خلال ما ذكرنا يعلم أن ما فعله أهل الفوج المذكور في السؤال هو الصواب.
والله أعلم.