الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا أن الأصل في تربية الكلاب المنع، فلا يجوز اقتناؤها إلا إذا كانت للصيد أو الحراسة، وانظر تفاصيل ذلك وأدلته في الفتويين: 23541، ورقم: 14735.
والأصل أن على المسلم أن يمتثل الأمر الشرعي بغض النظر عن معرفته للحكمة من وراء تشريعه، لأن الإسلام معناه الاستسلام والانقياد لله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، مع العلم أنه لا يأمر إلا بما فيه خير ومصلحة، ولا ينهى إلا عن ما فيه شر أو مفسدة، ولا مانع بعد ذلك من السؤال والبحث عن الحكمة من وراء الأوامر والنواهي والآداب والتشريعات، ولا شك أنها موجودة ـ علمها من علمها وجهلها من جهلها.
ولعل الحكمة أو السبب في تحريم الإسلام لتربية الكلاب لغير الصيد أو الحراسة: هو أنها نجسة، ونجاستها غليظة لا تطهر إلا بسبع غسلات إحداهن بالتراب أو الصابون، أو لأن غير المرخص منها يمنع دخول الملائكة الذين هم عباد الله المكرمون، وحضورهم مظهر من مظاهر رحمته بعباده المؤمنين.
والله أعلم.