الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعبادات مبناها على التوقيف، كما سبق بيانه في الفتويين:127965 ، 26489. والدعاء من أعظم أنواع العبادة، بل هو العبادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة. رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. وابن ماجه وأحمد. وصححه الألباني. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الدعاء المستحب هو الدعاء المشروع، فإن الاستحباب إنما يتلقى من الشارع، فما لم يشرعه لا يكون مستحبا، بل يكون شرع من الدين ما لم يأذن به الله، فإن الدعاء من أعظم الدين. اهـ.
ومما أذن فيه الشرع أن يتخير المسلم من الدعاء أعجبه إليه، حتى ولو لم يكن ثابتا بلفظه في السنة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل. رواه البخاري والنسائي واللفظ له. وما كان من هذا القبيل من الدعاء المطلق لا يجوز تقييده بزمان أو حال أو مكان أو عدد، واتخاذ ذلك سنة راتبة، إلا بدليل شرعي.
وقد سبق لنا التنبيه على أن تقييد العبادات ـ ومنها الأذكار والأدعية ـ بعدد أو حال معين أو أيام خاصة، واعتقاد سنية ذلك أنه من البدع الإضافية. فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 127441 ، 125936 ، 94673 ، 17613.
أما عد ذلك من البدع الحسنة، فليس بصحيح، وقد سبق لنا بيان معنى السنة الحسنة والفرق بينها وبين البدعة، وأنه لا توجد في الشريعة بدعة حسنة، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 110457، 29016، 55499.
والله أعلم.