الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة التوبة عند وجود سببها -أي الوقوع في الذنب- مشروعة كما بيناه في الفتوى رقم: 113414، والفتوى رقم: 7471. وأما المداومة عليها وتكرارها كل ليلة ولو من غير وقوع في ذنوب فهذا لا نعلم له دليلاً شرعياً، ولا أن أحداً من الفقهاء قال به، وصلاة الشفع والوتر بعد العشاء تعتبر من قيام الليل.
وسنة العشاء الراتبة هي شيء آخر غير ركعتي الشفع، وهي سنة مؤكدة، أما الشفع فهو عبارة عن الركعات التي يصليها الشخص قبل الوتر سواء كن اثنتين أو أربعاً أو ستاً، لأن صلاة الوتر لها صور منها: أن يكون ثلاث ركعات، ومنها: أن يكون خمساً أو سبعاً، ومنها: أن يكون ركعة واحدة.. لكن إذا أوتر الشخص بأكثر من واحدة فإنه يشرع له أن يقرأ في الركعتين اللتين قبل ركعة الوتر، إذ إن الشفع ركعتان مرتبطتان بالوتر تصلى قبله بسورتين معينتين هما سورة الأعلى في الركعة الأولى وسورة الكافرون في الركعة الثانية، ففي سنن النسائي عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وفي الركعة الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الركعة الثالثة بقل هو الله أحد.. أما سنة العشاء فلم يرد تحديد قراءة سورة بعينها فيها، ولا علاقة لها بالوتر.
والله أعلم.