الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذان الدعاءان بهذا السياق لا يثبتان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان بعض جمل الدعاء الأول قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل.
وعن ابن عمر قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. رواها جميعا مسلم.
وأما دعاء: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ... ولا حول ولا قوة إلا بك
فهو مأخوذ مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا به بعد رحلته إلى الطائف، وقد سبق ذكره في الفتوى رقم: 41485. وقد ضعف الألباني إسناده. وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 96975، 76469، 51662.
ثم لا بد هنا من التنبيه على أمرين:
ـ الأول: أن قوله في الدعاء الثاني: "فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً" يتنافى مع كمال الأدب مع الله تعالى، لما فيه من إظهار الجزع.
ـ الثاني: أنه وإن جاز الدعاء بكل ما هو صحيح المعنى والفحوى، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 109186. إلا أن الالتزام بالمأثور أولى وأعلى.
فينبغي للمسلم أن يلتمس أدعية القرآن والسنة ويكتفي بذلك، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود. وصححه الألباني. وراجع الفتوى رقم: 130265.
والله أعلم.