الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن من البر بالوالدين والإحسان إليهما دعوتهما إلى الخير وأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر، ولنا في ذلك أسوة في إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه بأدب وأسلوب حسن.
وجاء في الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن للولد الاحتساب عليهما، لأن النصوص الواردة في الأمر والنهي مطلقة تشمل الوالدين وغيرهما، ولأن الأمر والنهي لمنفعة المأمور والمنهي، والأب والأم أحق أن يوصل الولد إليهما المنفعة...
والإنكار على الوالدين ليس كالإنكار على غيرهما من الناس.
ذكر القرافي رحمه الله في كتابه الفروق: أن الوالدين يؤمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، قال مالك: ويخفض لهما في ذلك جناح الذل من الرحمة. اهـ.
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: فصل في أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر: قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه وليس الأب كالأجنبي. اهـ.
وإذا التزم الابن بالرفق والأدب والأسلوب الحسن في دعوة والده فلا يضره بعد ذلك سخط والده عليه، ولا يتناوله الحديث المذكور.
والله أعلم.