الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على برك بأمك وإحسانك إليها وصبرك على ما يكون منها من إساءة لك، ونسأل الله سبحانه أن يجعل هذا الفعل سبباً في رضوان الله عليك ودخولك جنة عرضها السماوات والأرض، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاءه ليستأذنه في الجهاد: ويحك أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ارجع إليها فبرها. ثم قال في الثالثة: ويحك الزم رجلها فثم الجنة. رواه النسائي وابن ماجه واللفظ له.
وإنا لننصحك بالأخذ بأسباب الإصلاح بينك وبين أمك ومما نقترحه عليك في ذلك ما يلي:
1- محاولة التقرب منها والثناء عليها وعدم التقصير في خدمتها وإعانتها.
2- الإهداء إليها فإن الهدية تزرع المحبة في القلوب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.
3- تجنب الاحتكاك بها وقت الغضب والضيق.
4- كثرة الدعاء والابتهال إلى الله سبحانه أن يؤلف بينك وبين أمك وأن يصرف عنكم كيد الشيطان.
وعليك مع ذلك أن تنصحي لها بأسلوب لين رقيق بأن ما تفعله من سبك وشتمك والدعاء عليك مخالف للشرع فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن سباب المسلمين وشتمهم فقال: سباب المسلم فسوق.. متفق عليه. ونهى كذلك عن الدعاء على الأولاد، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم. الحديث رواه مسلم عن عبادة بن الصامت. فإن لم تستجب لك في ذلك فلم يبق أمامك إلا خيار الصبر ورد السيئة بالحسنة، فلك على ذلك عظيم الأجر والثواب من الله جل وعلا، وقد قال سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ. {الزمر:10}، وعليك أيضاً أن توصي إخوتك وأخواتك بالصبر على أمكم وتحذريهم عاقبة العقوق والإساءة إلى أحد الوالدين.
والله أعلم.