الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليعلم الأخ السائل أن من اتصف بالكفر فهو مشرك، ومن اتصف بالشرك فهو كافر، للتلازم الذي بين الشرك والكفر، وأهل الكتاب -يهوداً أو نصارى- متصفون بهما جميعاً بنص كتاب الله تعالى، أما اتصافهما بالكفر فهو ما صرح به في الآية التي ذكر السائل، كما صرح به أيضاً في قوله تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ [البينة:1]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
وأما اتصافهما بالشرك، فهو مبين في قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31].
كما صرح في آيات أخرى أنهم نسبوا له الصاحبة والولد، وذلك من أصناف الشرك ومستلزماته، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وراجع الفتاوى التالية: 3670، 2924، 6568.
والله أعلم.