الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت قد تعهدت للمستشفى بتحمل نفقات علاج أبيك كائنة ما كانت فهي دين في ذمتك وعليك سدادها ما لم يبرئوك منها، وأما إن كنت لم تتحمل نفقات علاجه المادية وإنما تتحمل المسؤولية من اتخاذ القرارات ونحوها فتكاليف العلاج عليه وتعتبر دينا في ذمته يلزمه سدادها، وإذا كان كذلك فلا يلزمك سدادها عنه إلا تطوعا منك وبرا به. قال في مواهب الجيل مبينا أن دين الأب لا يجب سداده على ابنه قال: ودين أبيه ليس عليه حالا ولا مؤجلا. انتهى.
فما استطعت سداده منها سددته عنه ولك في ذلك الأجر والمثوبة من الله عز وجل وما لم تستطع سداده يبقى دينا في ذمة أبيك حتى يتم سداده ويبرئوه منه.
وثمة أمر آخر وهو أن تكون قد ضمنت تكاليف علاج والدك للمستشفى فيلزمك السداد وليس لك الاحتيال على ذلك بمسألة الضرائب فإنها كما تقول أخذت منك بحق والجهة التي تطالبك برسوم المستشفى غير الجهة التي دفعت إليها الضرائب، واعلم أن من دخل ديار هؤلاء بتأشيرة دخول فقد أعطاهم العهد والميثاق على الوفاء لهم وعدم خيانتهم وخديعتهم فيجب عليه الالتزام، وراجع الفتوى رقم: 44854.
والله أعلم.