الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العمل المباح والسير في الأرض في غير معصية ولا مضرة الأصل فيه الجواز، ولو كان صاحبه غير مضطر لذلك، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ {تبارك:15}، وقال تعالى: قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ... {الأنعام:10}، ولذلك فلا مانع شرعاً من السفر إلى أفغانستان والعمل فيها أو أي بلد من بلاد المسلمين، إذا لم يكن في ذلك معصية أو ضرر أو تضييع حقوق. وربما كان المسافر إلى تلك البلاد المحتاج أهلها إلى كل شيء وخاصة الخدمات المذكورة مأجوراً إذا كان يقصد بذلك إيصال النفع والخير إلى الفقراء والمساكين. فقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه... الحديث.
والله أعلم.