الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به هو أن تستجيب لوالديك في ترك الزواج من هذه الفتاة، خصوصا وأن رفضهما للزواج منها ليس لمجرد التعنت، وإنما لحرصهما على مصلحتك. وقد سبق أن بينا أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها. وراجع ذلك في الفتوى رقم: 60431.
ولكن لا يلزمك الزواج من إحدى الفتاتين اللتين اختارهما والداك إن كنت لا ترغب في الزواج من واحدة منهما، ولا يعد هذا عقوقا للوالدين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقا كأكل ما لا يريد. انتهى
لأن الأولى بالرجل أن يتزوج بمن تطيب له وتميل نفسه إليها فهذا سبب من أسباب دوام الألفة بينهما، قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ {النساء:3}
قال السعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها ليكون على بصيرة من أمره. انتهى
ويمكنك أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق.
والله أعلم.