الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن نصحنا السائلة مرارا بتجنب الوسوسة في مثل هذه الأمور، وأن تطرح عن نفسها هذه الأفكار، ولا تسترسل معها، فلن نعيد ذلك وقد كررناه لها، ونسأل الله تعالى أن يشرح صدرك ويلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه.
وأما المواقف التي ذكرتها فليس فيها استهزاء بشيء من الدين وشعائره وأحكامه. فالاستهزاء بالدين منبعه السخرية والاستخفاف، قال البيضاوي: الاستهزاء السخرية والاستخفاف، يقال: هزئت واستهزأت بمعنى، كأجبت واستجبت، وأصله الخفة من الهزء وهو القتل السريع. اهـ.
ولا يخفى أن خوف السائلة الذي وصل إلى حد الوسوسة قاطع بأنه ليس عندها أي استخفاف بالدين وأحكامه. فنعود ونذكرها بأن أفضل علاج لمثل حالها هو الإعراض التام عن هذه الوساوس، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 136381.
والله أعلم.