الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شكّ أن الحسد والعين حق، ومن الممكن أن يكون ما أصابكما بسبب شيء من ذلك، وقد يكون بسبب آخر، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَىْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا. رواه مسلم في صحيحه.
لكن لا ينبغي المبالغة في التخوف من ذلك، أو نسبة كل مصيبة تحدث إلى أثره، وإنّما يحتاط المسلم بذلك بالأذكار المسنونة مع التوكل على الله، وإذا أصيب بشيء فعلاج ذلك ميسور بالرقى المشروعة، وانظر علاج الحسد والعين في الفتاوى التالية أرقامها: 3273، 71554 ، 24972، 17661.
وبالنسبة للخلاف الذي حصل بينك وبين زوجتك لا ينبغي أن تكله إلى الحسد، ولكن راجع نفسك فلعلك تجد أسبابا أدت إلى هذا الخلاف، ولعلها أسباب تافهه لكن الشيطان نزغ بينكما، وبإزالة هذه الأسباب تعود الأمور بينكما إلى أحسن حال.
وننبّهك إلى أنّ المسلم إذا نزل به بلاء فعليه أن يراجع نفسه، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة ، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30}.
وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة الا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. الجواب الكافي.
فعليكما بتجديد التوبة إلى الله، والمحافظة على الفرائض، واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة ، حتى يصلح الله أمركما، قال تعالى:.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ...{الرعد : 11}
والله أعلم.