الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء نذكركم بحق أمكم عليك وعلى سائر إخوتك، فإن برها من أوجب الواجبات وأعظم القربات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وقد جاءه رجل وسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك ـ قال ثم من؟ قال: أمك ـ قال ثم من؟ قال: أمك ـ قال ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم.
فعليكم أن تنتبهوا لذلك جيدا ولا تغفلوا عنه، وعليكم أن تؤثروا أمكم في البر والإحسان على من سواها من الزوجات والأولاد؛ لأن تضييعها ـ خصوصا إذا بلغت الكبر ووهن منها العظم ـ من العقوق، وعقوق الأم من أكبر الكبائر، جاء في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.
والواجب عليك في هذه الحال أن تجتمع بإخوتك وتعلمهم بحق أمكم عليكم في رعايتها والقيام بحقوقها، فإن هذا حق على مجموعكم لا يطالب به واحد دون آخر، فإن تراضيتم على أن تتم استضافتها للإقامة عندكم بالتناوب ـ بأن تقيم مع كل واحد منكم فترة معينة ـ فبها ونعمت، أما إن رفض إخوتك هذه الخيارات فينبغي لك أنت المسارعة إلى إيواء أمك في بيتك والقيام بحقها خير قيام وتحاول أن تقنع خطيبتك بذلك، فإن لم توافقك فعليك أن تتركها وتبحث عن غيرها ممن ترضى بإقامة أمك معكم.
والله أعلم.