الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 1563، 1888، 6064، 71677، 8762.
كما سبق لنا بيان بعض الشبهات في هذه المسألة وجوابها، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 76353، 74863، 17832، 62785.
وأما بخصوص الحال المسئول عنه، فنقول على وجه العموم: إن التحذير من البدع وإنكار سائر المنكرات ـ أمر مطلوب، بل في غاية الأهمية، ونظرا لهذه الأهمية فالأمر يحتاج إلى حكمة وتؤدة، وذلك لغلبة الجهل وفشو المنكرات وظهور البدع، فالأمر يحتاج إلى نوع تمهيد وترتيب وتخطيط لتأصيل المسائل وبناء الثقة، ثم البداءة بالأهم فالمهم، والتدرج بالناس من المسائل القريبة المأخذ السهلة الفهم، إلى المسائل العميقة الدقيقة المأخذ وهكذا، وراجع في هذه المسألة الفتويين رقم: 129154، ورقم: 72642.
فإذا تقرر ذلك، فإن كان رد هؤلاء الأخوة لهذه الأسطوانات المذكورة من هذا الباب، فينبغي أن يحسن فيهم الظن ويلتمس لهم العذر.
وفي الوقت نفسه يبحث عن الطريقة المثلى لإرشاد هؤلاء الناس وتعليمهم، وقد يكون ذلك عن طريق مادة هذه الأسطوانة نفسها دون التعرض لمسألة الاحتفال بالمولد على وجه الخصوص، أو اختيار مادة أخرى لشيخ آخر يتحدث في موضوع البدع ويؤصل له بطريقة تناسب هؤلاء الناس.
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمعهم على العمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.