الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمذي نجس وهو ناقض للوضوء، وانظر لبيان كيفية تطهيره الفتوى رقم: 50657. ثم إن كنت مصابا بسلس المذي بحيث لا تجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة فالواجب عليك أن تتحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع، ما لم يضر ذلك بك ثم تتوضأ للصلاة بعد دخول الوقت وتصلي بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل ولا يضرك ما خرج منك حتى يخرج الوقت.
وإن لم تكن مصابا بالسلس، بل كنت تجد في أثناء الوقت زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة فعليك أن تنتظر حتى يجيء ذلك الوقت فتطهر بدنك وثيابك من المذي وتتوضأ وتصلي، ولو فاتتك الجماعة فإن صلاتك بطهارة متيقنة مقدمة على شهود الجماعة، وانظر الفتوى رقم: 114190. ورقم: 117367.
وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 113403، وإذا كان شعورك بخروج المذي مجرد شك أو وسوسة فلا تلتفت إليه واعمل بالأصل وهو بقاء الطهارة، وانظر الفتوى رقم: 119441.
وأما ذكر الله وقراءة القرآن، فإن كنت مصابا بالسلس فالأمر واضح، فإنه إذا جازت الصلاة مع وجود الحدث فجواز الذكر والقراءة من باب أولى، وأما إن لم تكن مصابا بالسلس فلا حرج عليك في الذكر أو القراءة وإن تحققت من أنه قد خرج منك المذي، فإن الطهارة ليست شرطا لجواز الذكر والقراءة وإن كانت مستحبة.
وأما في الحال التي تشعر فيها بخروج المذي ولم يكن ذلك مجرد وهم أو وسوسة ولم تكن مصابا بالسلس فالأولى لك أن تتوقف عن الذكر والقراءة حتى يتوقف خروج ذلك ثم تستأنف القراءة إن شئت، وقد نص الفقهاء على ذلك في الريح مع أنه محكوم بطهارتها فالمذي النجس أولى أن يحكم له بذلك. جاء في الموسوعة الفقهية: ونص الحنابلة على كراهة القراءة حال خروج الريح، فإذا غلبه الريح أمسك عن القراءة حتى يخرجه ثم يشرع بها . قال النووي: ينبغي أن يمسك عن القراءة حتى يتكامل خروجه ثم يعود إلى القراءة ، وهو أدب حسن. انتهى.
ولكن إذا خرج شيء منك حال العقد فلا يؤثر ذلك على صحة العقد بل يكون العقد صحيحا، وننصحك بالمبادرة إلى تعلم الأحكام الشرعية.
والله أعلم.