الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله سعيك في دعوة هذه الأسرة للحق، وحرصك على الالتزام بحدود دينك. ثم اعلم أخانا الكريم أن مراعاة مشاعر هؤلاء تجاه ديانتهم الباطلة (البوذية) ينبغي أن لا يغلب مشاعر الحزن والأسى من مصيرهم إن ماتوا على ذلك، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، فقد بلغ به الأسى على كفر الكافرين أن يكاد تذهب نفسه حسرة وأسفا، قال تعالى: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا. {الكهف: 6}. وقال سبحانه: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ. {الشعراء: 3}. وقال عز وجل: فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ. {فاطر: 8}. وراجع في ذلك الفتويين: 63969، 9726.
والمقصود أن مراعاة مصير هؤلاء وأنهم سيخلدون في النار إن ماتوا على ما هم عليه، يجب أن يسيطر عليك وعلى ابنتهم، ويتحول ذلك إلى جهد متواصل لدعوتهم للحق وبيانه لهم وترغيبهم فيه.
ومن جملة الوسائل لذلك أن تحول بينهم وبين ممارسة شعائرهم الباطلة، لا أن تفكر كيف تزيل شعورهم بالتقصير نحوها !! كما أن من وسائله أن تظهر أمامهم شعائر دينك الحق كالصلاة مثلا، فقد يكون ذلك أدعى لتعرفهم على الإسلام عن قرب.
وقد سبق لنا بيان بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها في ذلك، فراجع الفتوى رقم: 59074.
ثم نؤكد على السائل الكريم أنه لا يجوز للمسلم أن يقر الباطل الذي أعلاه الشرك بالله تعالى ولا أن يعين عليه، خاصة في بيته الذي هو مسؤول عنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع فمسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم. متفق عليه.
وراجع للمزيد عن ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 114950، 57547، 57416.
والله أعلم.