الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن شأن الوالدين عظيم وحقهما كبير فقد قرن الله - عز وجل- حقهما بحقه سبحانه وتعالى، فأمر بالإحسان إليهما والتأدب معهما بعد الأمر بعبادته مباشرة، فقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. {الإسراء: 23}. الآية.
وسبق أن بينا شيئا من ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 66970، 104590 . فنرجو أن تطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
ولا شك أن ما يفعله والدكم من التسلط والبخل وضرب أمكم ومنع صلة رحمكم. ممنوع شرعا ومذموم طبعا، وعليه أن يتوب إلى الله منه ويعاملكم بالحسنى.
والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو: الإحسان إليه والصبر عليه ودفعه بالتي أحسن والدعاء له ونصحه برفق ولين، وتحذيره من هذه المخالفات الشرعية وعقوبتها في الدنيا والآخرة.
ولا بأس بأن تطلبوا ممن يثق به من أقاربكم أو أصدقائه أن ينصحه ويذكره بالله وبحقكم عليه.
ومن حق والدتكم أن تأخذ من ماله ما يكفيها بالمعروف ويكفي من تجب عليه نفقته منكم، ولو كان ذلك بغير علمه. نسأل الله تعالى أن يصلح حالكم.
والله أعلم.