لا يلزم أن يكون كل بلاء عقوبة على ذنب

31-8-2010 | إسلام ويب

السؤال:
شاب مسلم، لكنه كان يتابع المواقع الإباحية، ثم تزوج واستمر في متابعة المواقع الإباحية حتى إنه أصبح يكلم بنات على الأنترنت، وبعد فترة من الزمن اكتشف أن زوجته تتكلم مع شباب على الأنترنت، فاعترف كل منهم للآخر وتعاهدا على التوبة، فهل يعتبر هذا من ابتلاء رب العالمين ويجب عليه الصبر؟ أم يجب عليه الانفصال؟
مع أنه يشعر بأنه يحبها حبا جما، ولديهما طفل عمره سنة واحدة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما حصل لهذين الزوجين ابتلاء من الله تعالى، وهو سبحانه يبتلي عباده بالخير والشر، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ. { الأنبياء: 35 }.

وينبغي للمسلم أن يقابل مثل هذا الابتلاء بالصبر، فعاقبة الصبر حسنة، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.

ولا يلزم من الابتلاء أن يكون عقوبة على ذنب.

وقد أحسنا بالتوبة إلى الله تعالى، ونوصيهما بالإكثار من عمل الصالحات والحرص على تزكية النفس، فإن هذا سبيل الفوز والنجاح، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا. { الشمس: 9ـ 10}.

وليكن الزوج قدوة حسنة لزوجته ويعتبر بما حدث له، فلا يرضى للآخرين ما لا يرضاه لأهله، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه.

ومفهوم ذلك أن يكره للآخرين ما يكرهه لنفسه، وراجع الفتوى رقم: 70674ففيها قصة تدل على هذا المعنى.

ولا يجب على هذا الشاب طلاق زوجته، بل لا ينبغي له أن يطلقها إن كانت قد تابت وحسنت سيرتها، لاسيما وأنه يحبها وله منها طفل.

وعليه أن يتعاهدها بالتربية، وأن يجنب بيته كل ما يمكن أن يكون عونا للشيطان عليها أو سببا في فسادها.

والله أعلم.

www.islamweb.net