الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا جواب ذلك، فراجع فيه الفتوى رقم: 134749.
ولمزيد من الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 134578.
ثم ننبه على أن ما ذكره السائل من حال مسيلمة الكذاب والحارث الدمشقي، إنما هو مأخوذ بلفظه من رسالة شيخ الإسلام: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ـ ولا ندري لماذا لم يكمل السائل العبارة؟ فإن بقيتها هكذا: طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه، فقال له عبد الملك: إنك لم تسم الله، فسمى الله فطعنه فقتله وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي، ولهذا إذا قرأها الإنسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها، مثل من يدخل النار بحال شيطاني، أو يحضر سماع المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاماً لا يعلم.
انتهى.
فبمثل هذه العبارة ينحل الإشكال، وعلى أية حال فننصح السائل بقراءة هذه الرسالة الهامة في موضوعها كاملة، وإذا أراد التوسع فعليه بكتاب: النبوات ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً، فإنه كتاب فذ وهو من أعظم المؤلفات وأقواها في مبحث النبوة، وقد ألفه شيخ الإسلام لإبراز معتقد أهل السنة والجماعة في الفرق بين النبي والمتنبئ، ومعرفة طرق إثبات النبوة، والتفريق بين أنواع الخوارق، وكذلك للرد على المخالفين في النبوات من المتكلمين والفلاسفة، كما أشرنا إليه في الفتوى المحال عليها سابقاً.
والله أعلم.