الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أنّ التعارف بين الشباب والفتيات أمر غير جائز - ولو كان بغرض الزواج - لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد، وانظري الفتوى رقم: 37015.
والواجب عليك قطع علاقتك بهذا الشاب والتوبة إلى الله مما كان بينك وبينه، فقد تعديتما حدود الله وتماديتما في الكلام المحرم الذي يستحيي المسلم من ذكره لزوجه فضلاً عن ذكره لامرأة أجنبية عنه، وكان أولى بهذا الرجل أن يستر على نفسه ولا يفضحها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه.
فالذي ننصح به هذا الرجل أن يتقي الله ويصدق في التوبة ويستر على نفسه، ومن شروط التوبة العزم على عدم العود للذنب، فليعلم أن رغبته في فعل هذا المنكر بعد الزواج تنافي توبته، وليعلم أن الوطء في الدبر محرّم ومنكر كبير يوجب اللعن ، فعن أبى هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ملعون من أتى امرأته فى دبرها. رواه أبو داود.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول أو أتى امرأته حائضا أو أتى امرأته في دبرها فقد برىء ممّا أنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
ومن صدق التوبة أن يقبل العبد على الله ويكثر من الأعمال الصالحة.
فإذا تاب هذا الرجل حقاً واستقام فلا حرج في الزواج منه، ثم إن الزوجة لا يجوز لها أن تطيع زوجها في الحرام إذا أمرها به إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وننصحك بالحرص على تعلم ما يلزمك من أمور دينك والمحافظة على حدود الشرع وآدابه، والحرص على صحبة الصالحات واجتناب مواضع الفتن ومواطن الريب.
واعلمي أن اختيار الزوج الصالح من أسباب سعادة المرأة، و أن الخير كله في اتباع الشرع والوقوف عند حدوده.
والله أعلم.