الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وأما جواب سؤاله فهو: أن ذلك لا يعد شركا ـ والعياذ بالله من الشرك ـ بل هو أمر معروف ومعقول، فكل من تلبس بمعصية نقص إيمانه بقدرها، وضعف داعي الخير في نفسه بحسبها، لا سيما في حال مواقعتها وملابستها، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. متفق عليه.
ومن جهة أخرى، فإن العبد يسلط على نفسه الشيطان إذا ما خلى بينها وبين معصية الله تعالى، فيقوى أثر وسوسته وتضعف رغبة النفس في الخير، من ذكر الله تعالى أو غيره من الأعمال الصالحة.
والمقصود أن ضعف المرء عن الطاعة بأنواعها بسبب وقوعه في المعاصي أمر مشهور، وعلاجه يكون بتقوى الله تعالى والاستقامة على أمره، فإن ألمَّ العبد بشيء بادر إلى الاستغفار والتوبة وأتبع السيئة الحسنة، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 13125.
وقد سبق لنا بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي، وبيان شروط التوبة ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها، في الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 1208، 93700، 5450، 75958، 29785.
والله أعلم.