الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزوج مطالب شرعا بأن يحسن عشرة زوجته، فقد أمره الله تعالى بذلك في كتابه فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال بزوجاتهم خيرا فقال:" استوصوا بالنساء" رواه مسلم.
فإيذاء الرجل لزوجته وإساءته الخلق معها ونحو ذلك يتنافى مع ما جاءت به هذه النصوص. وإن كان يقوم بصفع بناته في الوجه وضربهن بشدة فهو مسيء من هذه الجهة أيضا، وتأديب الأولاد له ضوابط لا بد من مراعاتها، وقد بينا بعضها بالفتوى: 24777.
وعلى كل فالذي نوصيك به هو الصبر عليه والدعاء له بالهداية والصلاح، ومناصحته بأسلوب طيب، وخاصة فيما يتعلق بأمر التفريط في الصلاة، وعليك بالحرص على التزين وحسن التبعل له وتذكيره بحاجة بنتيه إلى اهتمامه بهن، وأهمية ذلك في حسن نشأتهن.
والمرأة إذا كانت متضررة من البقاء مع زوجها يحق لها أن تطلب منه الطلاق أو الخلع، ولكننا ننصح المرأة بالتريث في ذلك، فليست المصلحة في الطلاق دائما، بل قد تكون فيه المفسدة في الغالب.
وأما البعد عنه والرجوع إلى بلدك فلا يجوز إلا بإذن منه، فإن المرأة يجب عليها أن تقيم حيث يقيم زوجها ما لم يمنعها من ذلك مانع شرعي. وراجعي في هذا الفتوى: 79665، كما أنه قد يكون الضرر عليها وعلى أولادها أعظم ببعدها عنه. نسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك وأن يرده إلى جادة الصواب وما ذلك على الله بعزيز.
والله أعلم.