الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتم عليك نعمته، وأن يكفيك شر هذا المجرم الخاطئ.
وأما ما سألت عنه في هذا الموقف الحرج، فالذي نراه أن تتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عز وجل، حتى يكفيك شر هذا الظالم المعتدي بما شاء سبحانه وتعالى، فاجتهد في الدعاء ولا سيما في أوقات الإجابة، وأكثر من الاستغفار وذكر الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم لتخبر ذلك الفاسق أن فضحه لك ضرره عليه هو أكثر من ضرره عليك أنت، ففيه إضرار به بارتكاب المحرمات والدعوة إليها، وأنك سوف تنكر ما ادعاه، وتطلب من السلطات تعزيره، وهذا إن شاء الله تعالى يكفي في ردعه.
وأما مسألة التوقف عن طلب العلم أو غيره من أنواع الخيرات، فلا نراه حلا، لا عاجلا ولا آجلا ، وإنما الحل في الزيادة والإحسان الذي تُستمطَر به رحمات الله تعالى، فراجع نيتك في طلب العلم واجتهد في تصحيحها، وأبغض الشهرة ودع عنك مراقبة الناس، وراقب ربك سبحانه، ثم لا تقصر في الازدياد من الخير.
ثم نُذكر السائل بأن خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا قبل إسلامهم في ضلال مبين وما عابهم ذلك بعد إسلامهم، وكذلك نحن نعرف من أهل العلم من كان قبل توبته من الغواة العتاة، فلما تابوا نُسيت خطاياهم وتناقل الناس محاسنهم، كحال الفضيل بن عياض رحمه الله. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 94704. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 73296.
وهذا وهم كبار بالغون، فكيف بمن أتى شيئا من ذلك وهو صبي لا تكليف عليه ولا تبعة، بل غره أهل الضلال والزيغ كحال الرجل المذكور.
والله أعلم.