الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك التثبيت والهداية، ثم اعلم أن الوضوء لا ينتقض بمجرد الشك، فقد شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا، متفق عليه.
ومن ثم فإذا شككت في خروج المذي حيث كنت سواء كنت في المدرسة أو غيرها فلا تلتفت إلى هذا الشك وابن على الأصل وهو بقاء الطهارة حتى يحصل لك اليقين بخروجه، وبخاصة مع كثرة الشكوك التي أنت مبتلى بها والتي تقرب من الوسوسة. قال الشيخ ابن باز رحمه الله فيمن شك في خروج المذي: وما دام عندك شك ولو قليلاً ولو واحد في المائة لا تلتفت إلى هذا الشيء، واحمله على الوهم وأنه ليس بصحيح. انتهى.
فإذا تحققت من خروج المذي فحينئذ عليك أن تطهر بدنك وثيابك منه وتتوضأ للصلاة، ولا يلزمك تغيير ثيابك، وإنما يكفيك نضح ما أصابه المذي بالماء حيث تعلم أن المذي قد أصابها، ولا يلزمك نضح الثياب الخارجية، وإنما تنضح من الثياب ما أصابه المذي، وانظر لبيان كيفية تطهير المذي الفتوى رقم: 50657، ومجرد الإحساس بالشهوة وانتصاب الذكر ليس ناقضا للوضوء حتى يحصل اليقين بخروج ما ينتقض به الوضوء. وانظر الفتوى رقم: 43722 .
والله أعلم.