الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان الواجب عليك أن تحرم من الميقات أولا، أو أن ترجع إليه فتحرم منه، وإذا لم تفعل وأحرمت بعد مجاوزة الميقات فالواجب عليك دم يذبح في مكة ويقسم على فقراء الحرم لأنك تركت واجبا من واجبات العمرة وهو الإحرام من الميقات، وانظر الفتوى رقم: 132294.
ثم إن هذا الدم يجب عليك وإن كنت جاهلا بالحكم، فإن جبران الواجبات بالدم لا يعذر فيه بالنسيان والجهل، وذلك لما رواه مالك في الموطأ عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دما.
قال في البدر المنير: وفي البيهقي أن «أو» ليست للشك كما أشار إليه مالك ؛ بل للتقسيم ، والمراد : يريق دما سواء تركه عمدا أم سهوا. انتهى.
فإن عجزت عن ذبح الهدي بمكة أو توكيل من يذبحه نيابة عنك فعليك صيام عشرة أيام قياسا على العاجز عن دم التمتع.
جاء في الروض مع حاشيته: ومن ترك واجبا ولو سهوا فعليه دم سواء كان من حج أو عمرة، ولا إثم مع سهو، وكذا جهل أو نسيان، فإن عدمه فكصوم المتعة، عشرة أيام، فيصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله. انتهى.
وأما عمرتك فإنها صحيحة ولا يلزمك سوى ما ذكرناه، وكذا كل عمرة اعتمرتها بعد ذلك فإنها صحيحة يبلغك ثوابها إن شاء الله وينتفع بذلك من أهديت ثوابها إليه، ولا يفوتنا أن ننبهك وننبه عموم المسلمين إلى ضرورة تعلم ما يلزم تعلمه من أحكام الشرع ليأتي العبد ما يأتي على بصيرة ولا يقع في أمثال هذه المخالفات.
والله أعلم.