الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحكم الشخص المذكور أنه مسلم يغسل، ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين، وأمره يوم القيامة إلى الله تعالى، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له.
وإن كان ترك قضاء ما عليه لعدم علمه بوجوب القضاء فنرجو أنه لا يعاقب لترك القضاء لكونه جاهلا لم يبلغه العلم. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والصواب في هذا الباب كله أن الحكم لا يترتب إلا مع التمكن من العلم، وأنه لا يقضى ما لم يعلم وجوبه، فقد ثبت في الصحيح أن من الصحابة من أكل بعد طلوع الفجر في رمضان حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء ..... إلى أن قال: والعقوبة لا تكون إلا على ترك مأمور أو فعل محظور بعد قيام الحجة. اهـ
ولا يشرع لأحد من الأحياء أن يقضي عنه تلك الصلوات كما بيناه في الفتوى رقم: 128185 ، والواجب على من فاتته صلوات كثيرة هو أن يقضي حسب استطاعته كما في الفتوى رقم: 70806 .
فإذا تاب تارك الصلاة توبة نصوحا، وشرع في قضاء ما تركه من الصلوات على الوجه المأمور به، ثم توفي قبل أن يتم قضاء ما عليه، فيرجى أن الله تعالى يغفر له ويمحو ذنبه ولا يحاسبه على ما بقي من الصلوات التي لم يقضها، لأنه فعل ما يقدر عليه من التوبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهو تعالى غفور رحيم، وقد وعد عباده أنه يقبل التوبة عنهم ويعفو عن سيئاتهم، وأن ذنوبهم مهما كانت عظيمة فإنه يغفرها لهم إذا تابوا منها وصدقت توبتهم: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وانظري الفتوى رقم: 115560 عمن مات وهو مقصر في أداء الصلاة ما مصيره.
والله أعلم.