مساعدة الإخوان برا للوالدين مع حاجته قد يكون سببا في توسيع رزقه

28-10-2010 | إسلام ويب

السؤال:
أكتب إليك حتى يرتاح قلبي مما أنا فيه، فأنا سيدة متزوجة وعندي 3 أولاد وزوجي عامل بسيط بسكة الحديد وهو أكبر إخوانه ونحن متزوجان منذ زمن ولم يساعدنا أحد في زواجنا إلا بالقليل وانتقلنا إلى شقة تتبع وظيفته وهو يعمل فترتين ولا يكاد يرى أولاده إلا في الإجازات وحالتنا متوسطة ودخلنا قليل وهو يرعى الله في كل شيء ويحب أولاده ويحب والديه ـ أيضا ـ ومنذ عامين تزوج أخ له ففوجئت بوالده يأمره بدفع مبلغ لأخيه ليساعده على الزواج ليكون أسوة لإخوانه الذين سيدفعون مثل هذا المبلغ، مع العلم أن إخوانه قادرون على الدفع أما زوجي فلسوء حالته اضطر لدفع المبلغ عن طريق شراء سيراميك لشقة أخيه بالتقسيط ويدفعه من قوته لمدة أكثر من عامين وكنت قد ضقت ذرعا بذلك لضيق ذات اليد وتنعم أخيه في شقته أحسن منا وبمستوى أعلى منا، وهو الأخ الأصغر، وفي هذه الأيام سوف يتزوج أخ آخر ويطلب حماي ـ أيضا ـ مبلغا أكبر للأخ الثاني ونحن لا زلنا ندفع أقساط الأخ الأول يطلب مبلغ 4 الآف جنيه من كل أخ بمعنى أن يجمع مبلغ 32 ألف جنيه لمصاريف زواج الأخ الأصغر وما زال هناك أخ آخر على وشك الزواج العام القادم ولا أستطيع أن أجدد أي شيء في بيتي ويعيش إخوان زوجي أحسن منا كثيراً، وهذه المبالغ التى يدفعها زوجي بلا رجعة، بل هي مساعدة لإخوانه، وإذا قلت لزوجي إن هذا حرام يقول لماذا حرام؟ وإذا قلت نحن أولى بهذه المبالغ يقول أنت تريدين أن أعق والدي، وفي نفس الوقت لا أستطيع التحدث مع والد زوجي لأشرح له الأمر وبأن زوجي غير قادر على دفع هذه المبالغ وأن هذا ضغط بدني وعصبي عليه، ولا حول لي ولا قوة مع زوجي وأتحسر على أيام العمر التي تمر وأنا وأولادي بدون أب، والزوج شغله عنا الشغل المتواصل لسد رمقنا وتوفير الأقساط فضقت ذرعا بزوجي وحياتي، فهل ما يفعله زوجي حرام أم حلال؟ وهل من حق والده فرض ما لا يطيق بهذا الشكل؟ وهل إن رفض دفع المبالغ، لأنه غير قادر فعلا سيكون من عقوق الوالدين؟ وهل أترك زوجي يفعل ما يشاء مع شعوري بالظلم أنا وأولأدي؟.
من فضلك أرجو الرد بسرعة لكثرة همومي.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لك على زوجك أن يقوم بما يجب عليه من النفقة، وكذلك يجب عليه أن ينفق على أولاده، فإذا قام بهذا الواجب لم يكن ظالماً لك، أو لأولادك، وراجعي الفتوى رقم: 19453.

ولا ينبغي للوالدين تكليف ولدهما بما فيه مشقة وضرر عليه، ولا تلزمه طاعتهما في مثل هذا الحال، ولا يعتبر رفضه عقوقاً، وانظري الفتوى رقم: 76303، ولكن لو أراد أن يبرهما بما طلبا منه من مساعدة إخوانه في زواجهما وكان قادراً على تحصيل ذلك ـ ولو بالدين ـ ففعل، فليس لك الحق في الاعتراض عليه في ذلك، ولا بأس أن يحاول الاعتذار إليهما بكل أدب.

وننصحك بأن تكوني عوناً له على البر بوالديه، ثم إن هذا العمل منه قد يكون سبباً في توسيع الله تعالى عليه في الرزق، قال تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.

{ سبأ: 39 }.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

وثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه.

والصدقة على ذي القرابة صدقة وصلة رحم، كما جاءت بذلك السنة.

والله أعلم.

www.islamweb.net