الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا أن الدعاء بعد ختم القرآن مستحب، وانظر الفتوى رقم: 57078، وما أحيل عليه فيها.
ومن آداب الدعاء افتتاحه بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وختمه بذلك، وانظر الفتويين رقم: 76075، ورقم: 23599، وما أحيل عليه فيهما للمزيد من آداب الدعاء.
ولا حرج على المسلم أن يدعو بأي كيفية وأن يتوسل بالقرآن كله، أو بعضه فيقول: اللهم إني أسألك بالقرآن أو بسورة كذا، أو بآية كذا، لأن القرآن الكريم كله كلام الله عز وجل وصفة من صفاته، وله عند الله عز وجل عظيم المنزلة، فقد قال الله سبحانه: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ. {الزخرف: 4}.
فالتوسل بالقرآن، أو بسورة منه جائز، لأنه توسل بصفة من صفات الله تعالى وهي كلامه، والتوسل بأسماء وصفاته مأمور به شرعا، كما قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بها. {الأعراف:180}.
وقال الزركشي في البرهان: روى البيهقي في دلائل النبوة وغيره: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو عند ختم القرآن: اللهم ارحمني بالقرآن... الحديث.
وسؤال الله بالقرآن أن يقول: اللهم إني أسألك بالقرآن الكريم، أو بما قرأت منه، أو بسورة كذا ـ قال ابن أبي شيبة في مصنفه تحت عنوان: من كان يدعو بالقرآن ـ عن زيد بن علي قال: مررت بأبي جعفر وهو في داره وهو يقول: اللهم اغفر لي بالقرآن، اللهم ارحمني بالقرآن، اللهم اهدني بالقرآن، اللهم ارزقني بالقرآن.