إعانة الأب على البر والاستقامة من البر به

2-12-2010 | إسلام ويب

السؤال:
والدي قد بلغ الخمسين من عمره تقريبا عمره ستة وخمسون عاما، وأراه لا يصوم بحجة مرض السكري الذي يعاني منه منذ أعوام، ولكني أعرف أنه إن أراد الصوم يستطيع أن يذهب إلى الطبيب حتى يبلغه بالإرشادات اللازمة للصوم، فكثير ممن يعانون من هذا المرض يصومون ولكنه لا يريد الصوم ولا يصلي، فوالدتي قالت من قبل والدك هو على تلك الحال ولا يزكي ولا يحج، ويغتاب كثيرا ويفتن ولا يهتم بالمنزل ولا يصرف عليه ويجلب أموالا بالحرام مثلا القمار، توجد محلات في قطر تدعك تشتري بطاقة ثم تمسح البطاقة وترى حظك كم ربحت فإن ربحت تشتري أخرى وهكذا جميع أمواله يصرفها هناك ولا نرى منها شيئا فقط إلا القليل. فهل يجوز أن نأخذ منها شيئا إن أعطانا؟؟ والدتي هي من تصرف علينا وفعلا تحملناه كثيرا فوالله أنا وأمي وإخوتي نتضايق كثيرا عند ما يسب ويلعن الدين والله تعالى ويلعننا أيضا فإن تكلمنا معه وقلنا له لا تسب يزيد في السباب فنسكت عنه حرصا على عدم سبابه لله ودينه الكريم. في هذه الحالة ما الذي علي فعله معه فلقد تم النصح ولكن دون جدوى فأنا صرت أستحي منه ولا أريده أبا لي ولا وصايته علي فإني خائفة أن يحاسبني الله وأطرد من رحمته إن عارضت والدي أو رفعت صوتي عليه فإنه يقول أنتم لا تعرفون شيئا ولا تعرفون الله، علما بأن جميع من في البيت يقوم بالواجبات التي كفلها الله لعباده ولا نفوت شيئا منها
والحمد لله على كل شيء؟ أرشدني ياشيخ وفقك الله.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما وصفت به أباك من سبه لله وللدين كفر مخرج من الملة، فإن سب الله وسب الدين كفر بلا شك.

 أما عن جواز انتفاعك بماله، فإن كان ماله مختلطا بعضه حرام وبعضه حلال، فالراجح عندنا جواز الانتفاع به مع الكراهة، وانظري الفتوى رقم: 6880.

وأمّا إن كان ماله كلّه حراما فلا يجوز لك الأكل من ماله أو الانتفاع به، إلا أن تكوني مضطرة له فيجوز لك الأكل بقدر الحاجة، وانظري الفتوى رقم: 20986.

واعلمي أن ما عليه أبوك من المنكرات الشنيعة والكبائر العظيمة، إلا أن حقه عليك لا يسقط، فقد أمر الله بمصاحبة الوالدين بالمعروف ولو كانا مشركين يدعوان ولدهما إلى الشرك بالله والكفر به.

ومن حقه عليك أن تأمريه بالمعروف وتنهيه عن المنكر، وذلك من أعظم أنواع البر به والإحسان إليه، فعليك أن تنصحي والدك وتخوفيه من اجترائه على هذه الكبائر وتركه للفرائض، على أن يكون ذلك بأدب ورفق من غير رفع صوت أو إغلاظ في القول، وينبغي أن تبذلي جهدك في استصلاحه وإعانته على التوبة والاستقامة.

 ويمكنك الاستعانة على ذلك ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم، وحثه على مصاحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر مع كثرة الدعاء له بالهداية، وانظري الفتوى رقم: 7947.

والله أعلم.

 

www.islamweb.net