الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه القصة وأمثالها من الإسرائيليات التي تحكي أخبار أهل الكتاب ولم تثبت روايتها عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وحكم هذه الإسرائيليات أنها لا تصدق ولا تكذب لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. رواه البخاري.
جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: يعني: فيما ادعوا من الكتاب ومن أخبارهم، مما يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله تعالى عنهم أنهم بدلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه. انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري: ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج. انتهى.
ولا شك أن ما حدث في هذه القصة من المحتملات، ويجوز التحديث بها في باب النصح والوعظ دون الجزم بصحتها لقوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري.
جاء في التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي: ولا حرج لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحدث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها. انتهى.
والله أعلم.