الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك العافية والشفاء من هذا البلاء, وما تشتكي منه من نزول المذي بهذه الطريقة، إنما هو حالة مرضية تعرف بالسلس ـ فيما يظهر ـ فعليك إذا دخل وقت الصلاة أن تغسل ما علمت أنه أصابه من الذكر وما حوله والثوب وتتحفظ ثم تتوضأ وتصلي, ولا شيء عليك بعد ذلك حتى وإن تيقنت خروج المذي منك, ثم تفعل هذا عند وقت كل صلاة، ولا يجوز لك تأخير الصلاة حتى تخرج وقتها، قال ابن قدامة: وجملته أن المستحاضة ومن به سلس البول، أو المذي، أو الجريح الذي لا يرقأ دمه وأشباههم ممن يستمر منه الحدث ولا يمكنه حفظ طهارته، عليه الوضوء لكل صلاة بعد غسل المحل وشده والتحرز من خروج الحدث بما يمكنه. انتهى.
وذهب المالكية إلى أن السلس الملازم لنصف الزمان فأكثر لا ينقض الوضوء، وأن المصاب به له أن يصلي بالوضوء ما شاء من فرائض ونوافل إن لم ينتقض وضوؤه بغير حدث السلس وهذا إذا لم يقدر على رفعه، فإن قدر على رفعه فإنه ينقض مطلقا كسلس مذي لطول عزوبة، أو مرض يخرج من غير تذكر، أو تفكر أمكنه رفعه بتداوٍ، أو صوم، أو تزوج ويغتفر له زمن التداوي والتزوج، فإن لم يقدر على رفعه بذلك فهو كالسلس الملازم لنصف الزمان فأكثر, وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 71749.
مع التنبيه على أنه إن عسر عليك غسل ما أصابه المذي من ملابسك فإنه يعفى عنه حينئذ، كما بيناه في الفتوى رقم: 52081.
والله أعلم.