الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من كلام أهل العلم أن الأولى عدم رفع الصوت عند الصبي النائم لأنهم عللوا ذلك بالإيذاء، والتحرج من الإذاية لا يختلف الحكم فيه بين الكبار والصغار.
فقد قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن: وردت أحاديث تقتضي استحباب رفع الصوت بالقراءة وأحاديث تقتضي الإسرار وخفض الصوت، فمن الأول حديث الصحيحين: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به.
ومن الثاني حديث أبي داود والترمذي والنسائي: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة. قال النووي: والجمع بينهما أن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى مصلون أو نيام بجهره. والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين، ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط. ويدل لهذا الجمع حديث أبي داود بسند صحيح عن أبي سعيد: اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج لربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعضكم في القراءة. انتهى.
والله أعلم.