الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنريد أولا تنبيهك إلى أنك ارتكبت أخطاء كثيرة بما حدث منك من العلاقة بتلك الفتاة، وتعرفت عليه من أمورها الخاصة، ومن الخطأ البالغ أن يؤدي سعي المرء في إنقاذ غيره إلى إهلاك نفسه، فذلك إغواء من الشيطان وليس سعيا في الإصلاح، فالواجب التوبة من ذلك.
وبخصوص ما سألت عنه فإن الولي شرط لصحة النكاح على الراجح من أقوال الفقهاء، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 1766. كما أنه ليس للولي أن يمنع موليته من نكاح الكفء إن كانت قد رضيت به. وانظر الفتوى رقم: 53592.
والكفاءة هي الدين والخلق على الصحيح من أقوال العلماء، فليس مجرد اختلاف الجنسية مانعا شرعا من الزواج. وراجع الفتوى رقم: 43123.
فإن كانت هذه الفتاة راغبة في الزواج منك فلتحاول إقناع وليها بذلك، فإن وافق فالحمد لله، وإن أصر على الرفض، فيمكنها أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي مرة أخرى، فإن ثبت عنده العضل أمر وليها بتزويجها أو زوجها هو .
فإن لم يتم في نهاية المطاف تزويجك إياها عن طريق وليها أو القاضي الشرعي فأعرض عنها، ولا يجوز لك الهروب بها للزواج منها في بلدك أو أي بلد آخر. فغاية أمرها هي رفع أمرها إلى القاضي الشرعي، وقد يوفقها الله تعالى إلى الزواج من شاب يرتضيه أولياؤها .
وأما أنت فيجب عليك قطع أي علاقة بينك وبينها وابحث عن غيرها، فقد يوفقك الله تعالى إلى فتاة خير منها دينا وصلاحا، ثم ما يدريك أن يكون في زواجك منها خير، بل إن كثيرا من الزيجات التي تتم نتيجة تعارف عبر الانترنت تكون فاشلة بسبب المخادعة بين الطرفين وعدم الاطلاع على الحقيقة بينهما .
والله تعالى أعلم.