الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فنرجو ألا يكون عليك إثم في تضييع تلك الصلوات وإخراجها عن وقتها إذا كان ذلك قد وقع تحت تأثير الوسواس القهري لأن المصاب بهذا الداء في معنى المكره، ولكن هذه الصلوات دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
وإذا كان الله تعالى قد شفاك من هذا المرض فاجعلي من شكر نعمته عليك أن تبادري بقضاء هذه الصلوات، وإنما يلزمك القضاء حسب قدرتك بما لا يضر ببدنك أو معاشك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 70806.
وأوجب علماء المالكية إذا كثرت الفوائت أن يقضي صلاة يومين مع كل يوم ويجزئه ذلك، ولا حرج عليك في العمل بهذا القول وأن تلزمي نفسك بهذا المقدار من القضاء يومياً ثم تشتغلين بعد بما تشائين من النوافل، واعلمي أن قضاء الفوائت أولى من الاشتغال بالنوافل، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 127606، وأما الوساوس فاحذريها وأعرضي عنها على أي صورة أتت وفي أي باب وردت عليك، وانظري الفتوى رقم: 134196، والفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.