الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ولكننا نحذرك ـ أيها الأخ الفاضل ـ من الاسترسال مع الوساوس فإنها تحول حياة العبد إلى جحيم، وهذه الوساوس من حبائل الشيطان فاحذر أن تكون ممن يصيده الشيطان بهذا الفخ، فأعرض عن هذه الوساوس جملة وتفصيلا ولا تلتفت إلى شيء منها، واعلم أن الله تعالى رحيم بعباده لطيف بهم، ومن رحمته تعالى أنه تجاوز لهم عما حدثتهم به أنفسهم ما لم يعملوا، أو يتكلموا، فلو فرض أن نفسك حدثتك بالنظر إلى ما حرم الله، أو بسماع ما حرم الله لم تكن آثما بذلك، بل تركك له ابتغاء مرضات الله مما تثاب عليه، فكيف إذا كان الأمر لا يعدو أن يكون وسوسة وتلبيسا من الشيطان، وقد عفا الله لعباده عن نظر الفجأة فإذا وقع البصر على امرأة ثم بادر العبد بصرف بصره كان قد فعل ما وجب عليه ولا يؤاخذ بتلك النظرة، وأما نظرك إلى تلك البقعة وتأثمك بذلك فمن الوساوس القبيحة التي لا يليق بعاقل أن يفتح على نفسه بابها، فارفق بنفسك ـ أيها الأخ الكريم ـ ولا تعنتها وتهلكها بالسير بها في طرق الوسوسة فإنك إن كنت تريد مرضات ربك تعالى فإنها إنما تنال بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه، لا بهذه الوساوس التي تفسد على العبد دينه ودنياه، نسأل الله أن يعافيك وسائر المبتلين بهذا الداء.
والله أعلم.