الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على ما تجده في نفسك من الوساوس برقم:
187 وأما بالنسبة لباقي السؤال فنقول: إن الله تعالى يقول:
(عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [سـبأ: 3] وقال:
(وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس: 61] وقال:
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام:59]
فهذه الآيات القرآنية تدل -كما هو اضح- على أن الله تعالى يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون من صغير وكبير. وعلم الله تعالى بالكائنات وكتابتها من مراتب القدر الذي هو ركن من أركان الإيمان، فلا يتم إيمان العبد إلا بالإيمان بهما، ثم إن الله تعالى وكَّل بكل عبد ملائكة يسجلون جميع ما يعمل من خير وشر، بل وغيرهما، قال تعالى:
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [ق:18] هذه أمور عقدية يجب على المؤمن أن يؤمن بها إيماناً جازماً. ولا شك أن استحضار هذا المعنى واستشعاره مما يعين على الخشوع في الصلاة، وقد سبق أن ذكرنا بعض الأمور التي تساعد على الخشوع في الصلاة في الفتوى رقم:
90 ورقم:
6598 والذي ينبغي للمسلم هو أن يكون خائفاً من الله تعالى، دائم المراقبة له، مع الحذر من الغفلة، وانظر الجواب رقم:
10262 ففيه أن الخوف من صفات المؤمنين. وفيه أيضاً أسباب ضعف الخوف من الله تعالى أو انعدامه بالكلية. نرجو الله تعالى أن يلهمنا الرشد وأن يثبتنا عن الإيمان وأن يختم لنا بالسعادة.
والله أعلم.