الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتخبيب هو خداع المرأة وإفسادها على زوجها، قال شمس الحق أبادي في فيض القدير: من خبب زوجة امرئ ـ أي خدعها وأفسدها، أو حسن إليها الطلاق ليتزوجها، أو يزوجها لغيره، أو غير ذلك. اهـ.
والتخبيب يكون من جهة من أفسد المرأة لا من جهتها هي أي ليست هي الفاعلة للتخبيب، ولكنها من وقع عليها التخبيب.
والتخبيب محرم وورد فيه وعيد شديد، بل ذهب بعض أهل العلم إلى عدم صحة نكاح المخبب لمن خببها وراجعي في هذا الفتوى رقم: 7895.
وقد أحسن هذا الرجل بابتعاده عنكم حذرا من أن يسبب لكم مشاكل، وهذا يجعله بعيدا عن صفة التخبيب، وما أسميته بالإعجاب المتبادل بينك وبينه، فما حصل إلا ببعدكما عن حدود الله عز وجل، وعليكما التوبة منه والحذر من الوقوع في مثله مستقبلا، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.
ولا يجوز لك طلب الطلاق من زوجك لغير سبب مشروع سواء من أجل الزواج من هذا الرجل، أو غيره، فقد وردت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهي المرأة عن سؤال زوجها الطلاق في غير ما بأس، فانظري الفتويين رقم: 104648ورقم: 62061.
وينبغي لكما الحرص على كل ما تصفو به الحياة الزوجية، وأن تعملا على حل مشاكلكما بكل هدوء وروية، فالطلاق مفاسده عظيمة في الغالب وخاصة على الأولاد فقد يكونون من أكبر ضحاياه.
وننبه إلى الحذر من التساهل في أمر دخول الرجال على النساء وما يسمى بالجلسات العائلية، فعدم مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك كله سبب من أسباب الفساد وما حصل لك مع هذا الرجل خير دليل وبرهان عليه ولا يليق بامرأة ملتزمة أن تتساهل في مثل هذا، بل ينبغي أن تعمل على أن لا يحصل شيء منه في بيتها وتناصح زوجها في ذلك، أو على الأقل أن تجتنب مخالطة الرجال أو الظهور أمامهم على وجه يخالف الشرع، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 98295.
والله أعلم.