توضيح حول قوله تعالى (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)

2-2-2011 | إسلام ويب

السؤال:
فضيلة الشيخ أريد أن استفسر عن الآية الكريمة: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
في البداية يقول الله عزوجل: لا يكلف الله نفس إلا وسعها. ثم بعد ذلك تستمر الآية و يقول: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به..."
فكيف أفهم هذه الآية حيث إن الله لا يكلف بشيء إلا يمكننا القيام به ثم كيف نطلب من الله الذي لا يكلفنا بشيء فوق طاقتنا أن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به....؟؟؟؟


الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أجاب عن هذا السؤال العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"  حيث ذكر ما حاصله : أن هذا من قبيل الدعاء بأن يديم الله سبحانه عليهم هذه النعمة وهي عدم تكليفهم بما لا يطيقون وألا ينسخه بسبب غضبه عليهم فقال رحمه الله: ويجوز أن يكون تلقينا من جانب الله تعالى إياهم  بأن يقولوا هذا الدعاء ، مثل ما لقّنوا التحميد في سورة الفاتحة فيكون التقدير  قولوا : ( ربنا لا تؤاخذنا ) إلى آخر السورة ؛ إنّ الله بعد أن قرر لهم أنّه لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها ، لقّنهم مناجاته بدعوات هي من آثار انتفاء التكليف بما ليس في الوسع . والمراد من الدعاء به طلب الدوام على ذلك لئلا يُنسخ ذلك من جراء غضب الله كما غضب على الذين قال فيهم : ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) ( النساء : 160 ) ]. انتهى.

والله أعلم.

www.islamweb.net