الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس للوالدين فضلاً عن بقية الأهل أن يرفضوا زواج ابنتهم من صاحب الدين والخلق، فإن هذا مخالف لنصوص الشرع الدالة على تزويج مثله، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 998.
ومجرد التفاوت في المؤهلات العلمية، أو نحو ذلك من الفوارق ليس مسوغاً للرد، فالذي ننصحك به هو أن تحاولي إقناع أهلك بالموافقة على زواجك منه وتتضرعي إلى الله تعالى أن يعينك عليهم فهو مجيب دعوة المضطرين، قال الله تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
ويمكنك عند الحاجة أن تتوسطي إليهم ببعض من لهم وجاهة عندهم ومن ترجين أن يكون لقوله تأثير عليهم، فإن اقتنعوا فبها ونعمت وإلا جاز لك الزواج منه ولو من غير رضاهم، ولكن لا بد من إذن وليك، فإن امتنع وليك من تزويجك فارفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليأمره بتزويجك، أو زوجك بدلاً منه، فالسلطان ولي من لا ولي له، كما أوضحنا في الفتويين رقم: 7759، ورقم: 29716.
والله أعلم.