الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم يتيسر علاج هذه الطيور، أو كان في معالجتها مشقة، ولم يمكن الانتفاع بها مع مرضها، ففي إبقائها مضرة وكلفة واضحة، وعندئذ فلا بأس بقتلها ـ إن شاء الله ـ بل قد يكون ذلك مستحبا إذا كان فيه إراحتها، فقد نقل المواق في التاج والإكليل عن ابن القاسم قال: لو كانت لرجل دابة مريضة يئس من النفع بها على كل وجه فذبحها أحب إليَّ من تركها. اهـ.
ثم نقل عن ابن رشد تفسير ذلك بقوله: لأن في ذلك راحتها، ثم قال: وفي نوازل البرزلي أن القطط الصغار يجوز قتلها إذا قل غذاء أمهاتها، وأما الكبار فحكى القرافي أنه إذا خرجت إذايتها عن عادة القطط وتكررت قتلت. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتويين رقم: 18848، ورقم: 133462.
وفي هذه الحال ينبغي الإحسان إليها في اختيار طريقة التخلص منها، فإن كان في الطريقة المذكورة في السؤال تعجيل بإزهاق روحها بحيث لا يشتد ولا يطول تألمها حال القتل، فلا بأس بها، وراجع الفتويين رقم: 22249، ورقم: 13342.
وأما إن لم يكن كذلك، كأن يكون هذا القتل لا مبرر له لوجود طريقة للانتفاع بهذه الطيور، أو معالجتها بلا مشقة، أو كانت طريقة القتل فيها تعذيب لها، فلا يجوز للسائل أن يتولى شيئا من ذلك، فإن تولاه غيره فليس عليه إلا نصيحته وأمره برحمة هذه الطيور.
وأما بخصوص راتب السائل على عمله في هذه المزرعة، فلا بأس به، فإن العمل في مزارع الطيور مباح، وعلى هذا العمل تستحق الأجرة.
والله أعلم.