الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسكرات الموت هي ما يأخذ الميت من آلام وأوجاع وقت الاحتضار نتيجة خروج الروح من الجسد، قال الألوسي ـ رحمه الله ـ وسَكْرَةُ الْمَوْتِ : شدته.انتهى.
وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 71977، أن سكرات الموت تصيب كل إنسان، لكنها تختلف من شخص لآخر شدة وضعفا, إلا أن الأغلب خفتها على المومنين وشدتها على الكفار, وإنما يشدد على الأنبياء في السكرات حتى يزاد لهم في الأجر، فقد ذكر عبد الرزاق في مصنفه من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر.
وهذا عام في كل شيء.
وقال ابن حجر: إن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة، بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته. اهـ.
ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فدل ذلك الحديث على أن الشهيد مستثنى من ألم السكرات، جاء في فيض القدير: ويستثنى من ذلك الشهيد فإنه إنما يجد ألمه كما يجد غيره ألم القرصة. انتهى.
والله أعلم.