الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الهدية وإن كان قصد صاحبها منها حسنا، لكنها قد تؤثر على المشرف، فيتغاضى عن عمل المهندس وتقصيره، ولذا فهي ممنوعة ما دامت في إطار العمل، والأبعد عن الشبهة هو التورع عنها وتركها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: هدايا العمال غلول. صححه الألباني.
وقال لرجل كان عاملا على الزكاة وقد أهديت له هدية: ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده؛ لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه. رواه البخاري ومسلم.
وبالتالي، فلا يجوز قبول تلك الهدية إلا إذا أذنت جهة عمل المهدنس له فيها، وكان الإذن ممن يملكه وله الحق فيه. كما بينا في الفتوى رقم: 28968 .
والله أعلم.