الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت تأتي على الميقات وأنت مريد للعمرة، فلا يجوز لك أن تتجاوز ميقات القادمين من تونس والبلاد المغاربية، وهو رابغ دون إحرام، فإذا حاذيته وجب عليك نية الدخول في النسك، وهي الإحرام، ويجب عليك أيضا التجرد من المخيط، وارتداء ملابس الإحرام، ولا يجب عليك شيء سوى ذلك، والإحرام من الميقات واجب من واجبات الحج والعمرة، والحاج أو المعتمر لا يطالب بالإحرام إلا عند الميقات، سواء كان مسافرا برا أو جوا، وإن أحرم من بلده صح إحرامه، ويجب عليه أن يتجنب محظورات الإحرام. قال ابن قدامه في المغني عند قول الخرقي : والاختيار أن لا يحرم قبل ميقاته، فإن فعل فهو محرم. لا خلاف في أن من أحرم قبل الميقات يصير محرما تثبت في حقه أحكام الإحرام. قال ابن المنذر : أجمع أهل العلم على أن من أحرم قبل الميقات أنه محرم . انتهى .
وإذا تجاوزت الميقات ولم تتجرد من المخيط وما يحظر لبسه على المحرم متعمدا، فقد ارتكبت محظورا، وعليك فدية ارتكاب المحظور، وهي دم شاة أو بدنة تذبح في الحرم، وتوزع على فقرائه، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، أو صيام ثلاثة أيام .
والله أعلم.