الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغسل من الجنابة إنما يجب عند حضور وقت الصلاة، أو إرادة فعل ما تشترط له الطهارة من الجنابة كمس المصحف وقراءة القرآن، ولا يجب قبل ذلك، فإن حصل جماع أكثر من مرة قبل أن يغتسل أجزأ عن ذلك غسل واحد، إذ لا يجب الغسل لكل جماع ما لم يغتسل عن الجماع السابق، فإن اغتسل ثم حصل جماع وجب الغسل لذلك الجماع وهكذا.
قال النووي رحمه الله : إذا أحدث أحداثا متفقة أو مختلفة كفاه وضوء واحد بالإجماع، وكذا لو أجنب مرات بجماع امرأة واحدة أو نسوة، أو احتلام أو بالمجموع كفاه غسل بالإجماع، وممن نقل الإجماع فيه أبو محمد بن حزم . انتهى .
ولبيان كيفية الغسل من الجنابة راجعي الفتوى رقم : 51426. والفتوى المحال عليها فيها.
ثم إن كون شعر الرأس طويلا ليس عذرا شرعيا لترك غسله، بل يجب غسله وإرواء أصوله بالماء في حال وجوب الغسل، ولو تكرر ذلك عدة مرات، ولو كان الشعر طويلا كثيفا، وإنما رخص الشرع في غسل الجنابة بعدم إيجاب نقض الضفائر إذا كان الشعر مضفورا، وكان الماء يصل إلى خلاله .
والله أعلم.